فى افتتاح مهرجان طيبة .. القباحى .. الأقصر نموذج حقيقى للتعايش .
بدأت الجلسة الافتتاحية للمهرجان بكلمات غلب عليها البعد القومي، والتأكيد علي أفكار التسامح والحوار ونبذ التطرف، مثلما جاء في كلمة الروائي بهاء طاهر رئيس المؤتمر، الذي قال: "بعيدا عن الشيفونية المكانية، فالأقصر لا تعني أدباء الأقصر فقط، بل الوطن العربي ككل، وهذه مسألة في غاية الأهمية"، وانتقد طاهر مركزية القاهرة قائلا: "أتذكر مقولة جمال حمدان إذ وصفها بأنها مثل رأس كاسح وجسد كسيح، فالقاهرة يعيش بها كل شيء، وأرجو أن يكون المؤتمر بداية للقضاء علي هذا الاحتكار الذي أضر بنا ولم يفدنا".
وعن مشاركة الضيوف العرب بالمهرجان قال: "أعتقد أن مثل هذا التلاقي سيسهم كثيراً في التقريب بيننا وتحقيق حلم وحدة الثقافة العربية، التي أعتقد أنها يمكن أن تغيب في بعض الأحيان ولكنها حاضرة في كل الأحيان".
حسين القباحي أمين عام المهرجان وصف مدينة الأقصر بأنها نموذج حقيقي للتعايش متخذا من ساحة أبو الحجاج الأقصري نموذجا لكونها تضم مسجدا وكنيسة ومسلة فرعونية متجاورين، وقال: هنا يعيش الناس جميعا إخوة متجاورين، نقاوم التطرف والفكر الجامد، فلن تجدوا في الأقصر متطرفا، لن تجدوا فكرا بعيدا عن الوسطية".
وتساءل القباحي: لماذا التراث موضوع لمؤتمرنا؟، وقال: "لنقول للعالم أن لدينا رصيدا حضاريا سيكون حصنا لنا وجسرًا لأبنائنا يعبرون من خلاله، فالثقافة ستحمي أوطاننا وتغير تلك النظرة التي ينظر بها العالم إلينا".
ومن جانبه انتقد محمد سلماوي رئيس اتحاد الكتاب الدول الغربية التي تنادي بشعارات قبول الأخر والحوار وقال: "أريد أن أؤكد هذه الروح التنويرية التي تقبل التعايش والحوار في وقت أثبتت لنا فيه تجربة اليونسكو أن من يحملون شعارات قبول الآخر ليسوا دائما من يطبقونها، ولكن نحن الذين نؤمن بها ونطبقها".
وأضاف: لقد وضعنا هذا المهرجان علي خريطة الأحداث الثقافية الكبري في مصر، وهو حدث يثبت عدة أشياء ، منها أن هذه المدينة تصر علي أن يكون لها ولمصر مكان وسط هجمة العولمة الشرسة التي تمحو كل ما هو أصيل.
الشاعر العراقي علي جعفر العلاق الذي ألقي كلمة المشاركين العرب أشار إلي أن ما جذب انتباهه في محاور المؤتمر أنها لم تذهب لموضوع أكاديمي بعيد عن الحياة، إننا في هذا المهرجان أمام لحظة نبرهن فيها علي جدوي الإبداع وارتباطه بالنص، وقال: إن المهرجان الذي خرج من عباءة العواصم ليذهب إلي الضواحي، إلي تلك البدايات الحضارية التي مازالت ممتدة وتؤكد أن الإبداع كامن في كل ذرة من تراب هذه الأمة الحية.
الدكتور سمير فرج رئيس مجلس مدينة الأقصر، قال: لقد اخترت في الثلاث سنوات الأولي لي في الأقصر أن أركز علي تنمية الحجر، وبعد أن انتهيت بدأت في تنمية البشر، وهي عبارة عن مثلث يتكون من التعليم والصحة والثقافة، وقد أخذنا خطوات واسعة في تحقيق هذه التنمية ويكفي الثقافة وجود مكتبة مثل مكتبة مبارك، كما أن الفعاليات الثقافية في المدينة كثيرة ومتنوعة ، فبدون الثقافة لن يتقدم أي بلد، حتي ولو كان به صحة وتعليم، وسوف يكتمل الأمر ببناء قصر ثقافة بهاء طاهر في العام المقبل، وسيتم بناؤه بأسلوب حسن فتحي في العمارة، فأنا أريد أن يأخذ شباب الأقصر قدوتهم من مثقفين مثل بهاء طاهر والدكتور أحمد شمس الدين الحجاجي، ولا أريد أن يقول شاب أتمني أن أكون لاعب كرة أو ممثلاً.
0 التعليقات:
إرسال تعليق