القباحى .. الأقصر نموذج حقيقى للتعايش .





                        
فى افتتاح مهرجان طيبة ..     القباحى .. الأقصر نموذج حقيقى للتعايش .            
                
تحت عنوان‮ "‬الموروث الشعبي وأثره في الإبداع‮ (‬جنوب مصر نموذجا‮)" ‬بدأ مهرجان طيبة الثقافي الدولي فعاليات دورته الثانية بحثا عن الاستقرار ومحاولة لتثبيت أقدامه علي خريطة الأحداث الثقافية المصرية والعربية،‮ ‬بل الدولية كذلك كما يشير اسم المهرجان علي الرغم من عدم مشاركة أي من الضيوف الأجانب،‮ ‬فالمهرجان الذي يحبو نحو تثبيت أقدامه،‮ ‬يبدو أنه سيواجه تعثرًا في العقبات المعتادة التي تقف أمام مثل هذه الفعاليات التي تبدأ بمبادرات أهلية‮ -‬كما هو الحال هنا فقد أقيم بناء علي رغبة أدباء الأقصر‮-‬،‮ ‬مثل التمويل في تنظيم مثل هذه الفعاليات الثقافية الكبيرة،‮ ‬وبهذه المناسبة توجه المشاركون بعد انتهاء الجلسة الافتتاحية للمهرجان لوضع حجر أساس‮ "‬قصر ثقافة بهاء طاهر‮" ‬بالأقصر علي قطعة الأرض التي تبرع بها صاحب‮ "‬واحة الغروب‮".‬




بدأت الجلسة الافتتاحية للمهرجان بكلمات‮ ‬غلب عليها البعد القومي،‮ ‬والتأكيد علي أفكار التسامح والحوار ونبذ التطرف،‮ ‬مثلما جاء في كلمة الروائي بهاء طاهر رئيس المؤتمر،‮ ‬الذي قال‮: "‬بعيدا عن الشيفونية المكانية،‮ ‬فالأقصر لا تعني أدباء الأقصر فقط،‮ ‬بل الوطن العربي ككل،‮ ‬وهذه مسألة في‮ ‬غاية الأهمية‮"‬،‮ ‬وانتقد طاهر مركزية القاهرة قائلا‮: "‬أتذكر مقولة جمال حمدان إذ وصفها بأنها مثل رأس كاسح وجسد كسيح،‮ ‬فالقاهرة‮ ‬يعيش بها كل شيء،‮ ‬وأرجو أن يكون المؤتمر بداية للقضاء علي هذا الاحتكار الذي أضر بنا ولم يفدنا‮".‬




وعن مشاركة الضيوف العرب بالمهرجان قال‮: "‬أعتقد أن مثل هذا التلاقي سيسهم كثيراً‮ ‬في التقريب بيننا وتحقيق حلم وحدة الثقافة العربية،‮ ‬التي أعتقد أنها يمكن أن تغيب في بعض الأحيان ولكنها حاضرة في كل الأحيان‮".‬




حسين القباحي أمين عام المهرجان وصف مدينة الأقصر بأنها نموذج حقيقي للتعايش متخذا من ساحة أبو الحجاج الأقصري نموذجا لكونها تضم مسجدا وكنيسة ومسلة فرعونية متجاورين،‮ ‬وقال‮: ‬هنا يعيش الناس جميعا إخوة متجاورين،‮ ‬نقاوم التطرف والفكر الجامد،‮ ‬فلن تجدوا في الأقصر متطرفا،‮ ‬لن تجدوا فكرا بعيدا عن الوسطية‮".‬




وتساءل القباحي‮: ‬لماذا التراث موضوع لمؤتمرنا؟،‮ ‬وقال‮: "‬لنقول للعالم أن لدينا رصيدا حضاريا سيكون حصنا لنا وجسرًا لأبنائنا يعبرون من خلاله،‮ ‬فالثقافة ستحمي أوطاننا وتغير تلك النظرة التي ينظر بها العالم إلينا‮".‬




ومن جانبه انتقد محمد سلماوي رئيس اتحاد الكتاب الدول الغربية التي تنادي بشعارات قبول الأخر والحوار وقال‮: "‬أريد أن أؤكد هذه الروح التنويرية التي تقبل التعايش والحوار في وقت أثبتت لنا فيه تجربة اليونسكو أن من يحملون شعارات قبول الآخر ليسوا دائما من يطبقونها،‮ ‬ولكن نحن الذين نؤمن بها ونطبقها‮".‬




وأضاف‮: ‬لقد وضعنا هذا المهرجان علي خريطة الأحداث الثقافية الكبري في مصر،‮ ‬وهو حدث يثبت عدة أشياء‮ ‬،‮ ‬منها أن هذه المدينة تصر علي أن يكون لها ولمصر مكان وسط هجمة العولمة الشرسة التي تمحو كل ما هو أصيل‮.‬




الشاعر العراقي علي جعفر العلاق الذي ألقي كلمة المشاركين العرب أشار إلي أن ما جذب انتباهه في محاور المؤتمر أنها لم تذهب لموضوع أكاديمي بعيد عن الحياة،‮ ‬إننا في هذا المهرجان أمام لحظة نبرهن فيها علي جدوي الإبداع وارتباطه بالنص،‮ ‬وقال‮: ‬إن المهرجان الذي خرج من عباءة العواصم ليذهب إلي الضواحي،‮ ‬إلي تلك البدايات الحضارية التي مازالت ممتدة وتؤكد أن الإبداع كامن في كل ذرة من تراب هذه الأمة الحية‮.‬




الدكتور سمير فرج رئيس مجلس مدينة الأقصر،‮ ‬قال‮: ‬لقد اخترت في الثلاث سنوات الأولي لي في الأقصر أن أركز علي تنمية الحجر،‮ ‬وبعد أن انتهيت بدأت في تنمية البشر،‮ ‬وهي عبارة عن مثلث يتكون من التعليم والصحة والثقافة،‮ ‬وقد أخذنا خطوات واسعة في تحقيق هذه التنمية ويكفي الثقافة وجود مكتبة مثل مكتبة مبارك،‮ ‬كما أن الفعاليات الثقافية في المدينة كثيرة ومتنوعة‮ ‬،‮ ‬فبدون الثقافة لن‮ ‬يتقدم أي بلد،‮ ‬حتي ولو كان به صحة وتعليم،‮ ‬وسوف يكتمل الأمر ببناء قصر ثقافة بهاء طاهر في العام المقبل،‮ ‬وسيتم بناؤه بأسلوب حسن فتحي في العمارة،‮ ‬فأنا أريد أن يأخذ شباب الأقصر قدوتهم من‮ ‬مثقفين مثل بهاء طاهر والدكتور أحمد شمس الدين الحجاجي،‮ ‬ولا أريد أن يقول شاب أتمني أن أكون لاعب كرة أو ممثلاً‮.‬



0 التعليقات:

إرسال تعليق