وكانت الأنشطة والفعاليات قد بدأت مساء الأحد 18/1/2009 بحفل استقبل فيه اللواء الدكتور سمير فرج رئيس المجلس الأعلى لمدينة الأقصر ضيوف المدينة من الأدباء الإماراتيين والعرب المقيمين في الإمارات، مرحباً بهم، ومعبراًً عن سعادته بلقائهم، وأمله في أن تكون هذه الخطوة بداية لسلسة من اللقاءات التي تعبر عن عمق روابط الأخوة التي تجمع بين المثقفين والأدباء والكتاب العرب. ووعد بالعمل على توفير كل الإمكانات الكفيلة بإنجاح هذه المبادرات.
وقد أدار حفل الافتتاح في مكتبة مبارك في الأقصر الشاعر حسين القباحي الذي طلب من الحضور في البداية قراءة الفاتحة والوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح شهداء غزّة. ثم تحدّث عن دلالات هذا اللقاء، لاسيّما أنه يأتي في مرحلة يعيش فيها البلدان تجربة مشتركة يسعيان فيها إلى التحديث وبناء الإنسان ورعاية كل ما من شأنه النهوض بالأمة وتحقيق تطلعاتها الكبرى.
كما ألقى الدكتور أحمد مجاهد رئيس مجلس إدارة هيئة قصور الثقافة كلمة رحب فيها بالضيوف، وعرض لتجربة الهيئة في رعاية نوادي الأدب، وتفعيل دورها.
ثم ألقى الأديب إبراهيم مبارك نائب رئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات رئيس الوفد كلمة شكر فيها الجميع على حسن الضيافة، معبراً عن ثقته بأن هذا اللقاء سيكون مثمراً، وأن نتائجه الإيجابية ستكون ملموسة. ثم رحب بالفكرة التي طرحت من قبل الإخوة في مصر لتوقيع بروتوكول للتعاون الثقافي بين نادي القصة في الإمارات وهيئة قصور الثقافة لتبادل الخبرات، وتعميق التعاون المشترك في مجالات النشر والأبحاث وعقد الندوات وتبادل الزيارات.
وفي نهاية حفل الافتتاح قدم الأديب مبارك درع اتحاد كتاب وأدباء الإمارات إلى كل من اللواء الدكتور سمير فرج، والدكتور أحمد مجاهد، والشاعر محمد جاد المولى رئيس نادي الأدب في الأقصر.
وبدوره قدم الدكتور أحمد مجاهد درع هيئة قصور الثقافة للأديب مبارك، كما أهداه الكدتور سمير فرج درع مدينة الأقصر.
وقد انطلقت الفعاليات والأنشطة الأدبية مساء اليوم التالي عبر عرض قدمته فرقة الأقصر للموسيقى الشرقية، وأمسية شعرية أدارها الشاعر محمد جاد المولى، وشارك فيها من الجانب المصري الشعراء حسين القباحي وفتحي عبد السميع ومحمود مغربي ومأمون الحجاجي ودرويش الأسيوطي وأحمد فضل شبلول، ومن الوفد الإماراتي الشاعرة الهنوف محمد.
وفي ختام الأمسية قام كل من الأديب إبراهيم مبارك رئيس الوفد الإماراتي والدكتور أحمد مجاهد رئيس هيئة قصور الثقافة بتوقيع بروتوكول للتآخي الثقافي تضمن عدة نقاط منها تنشيط حركة التعريف بمبدعي كل من البلدين من خلال النشر المشترك في الدوريات التي يصدرها الطرفان، والتعاون لإنشاء جوائز جديدة لدعم حركة الإبداع في البلدين، وتبادل الزيارات بين مبدعي البلدين وتمثيل كل منهما الآخر في الفعاليات والأنشطة التي يقيمها.
وشهد اليوم الثالث أمسية شعرية أخرى أدارها الشاعر مأمون الحجاجي في قصر ثقافة الطود الذي تبرع بأرضه أحد أبناء المنطقة، ويضم مكتبة وقاعة للندوات ومسرحا يتسع لـ 200 مشاهد. وقد حضر الأمسية الأديب ناصر العبودي الأمين العام لاتّحاد كتاب وأدباء الإمارات الذي انضم إلى الوفد في اليوم نفسه.
في اليوم التالي شهدت قاعة المؤتمرات في المجلس الأعلى لمدينة الأقصر أمسية قصصية أدارها الناقد سيد الوكيل، وشارك فيها من الجانب المصري الأدباء حشمت يوسف وابتهال الشايب وبستاني علي إبراهيم ومحمود مرعي، ومن وفد الإمارات الأدباء علي الحميري وعائشة عبد الله وإسلام أبوشكير وناجي نوراني. وقد شارك في نهاية هذه الأمسية الأديب ناصر العبودي بمداخلة تحدث فيها عن تاريخ اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وطبيعة الأنشطة والفعاليات التي يهتم بها، كما تحدث عن الأندية التي تتبع له، لا سيما نادي القصة الذي يواصل جلساته الأسبوعية منذ تأسيسه قبل ستة عشر عاماً دون انقطاع.
وكان المشاركون قد انطلقوا صبيحة اليوم نفسه في رحلة نيلية ألقى خلالها الشعراء درويش الأسيوطي وأحمد فضل شبلول وفتحي عبد السميع وحسين القباحي ومأمون الحجاجي، إضافة إلى الشاعرة كريمة كاظم السعدي من وفد الإمارات نماذج من قصائدهم ضمن أجواء اتسمت بالحميمية ومشاعر الأخوة الفياضة.
أما اليوم الأخير فتضمن قراءات قصصية قدمها عدد من الكتاب من الجانبين، وقد أدار الجلسة إسلام أبو شكير منسق نادي القصة في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات. تلتها مائدة مستديرة حول عالمية المدينة وأثرها في الإبداع. وكانت الجلسة بإدارة الشاعر درويش الأسيوطي، وتحدث فيها كل من الأدباء وارد بدر السالم الذي قدم ورقة عن أرصفة دبي، والشاعر حسين القباحي الذي عقد مقارنة بين الأقصر ودبي، أما الأديب ناصر العبودي فقد رأى أن الكثير من المدن العربية لم تستوف شروط المدينة العالمية بعد، وقد شاركه الرأي الناقد سيد الوكيل حيث تحدث عن تعقيدات تعاني منها الكثير من المدن العربية في استقبال الآخر. كما توقف الأديب إسلام أبو شكير عند مصطلح المدينة العالمية، مشيراً إلى أن كل المدن اًصبحت اليوم عالمية بفضل ثورة الاتصالات التي يشهدها العالم. أما أحمد فضل شبلول فتوقف عند عالمية مدينة الاسكندرية، في حين أفاض الشاعر فتحي عبد السميع في الحديث عن العلاقة بين الأنا والآخر بوصفها معياراً ضرورياً لا تتحقق العالمية من دونه.
وفي مساء اليوم نفسه أقيم حفل الاختتام في ساحة سيدي أبو الحجاج على مشارف معبد الأقصر الفرعوني، وتضمن عرضاً لفرقة قنا للفنون الشعبية، قام في نهايته الشاعر محمد جاد المولى رئيس نادي الأقصر بتوزيع الميداليات التذكارية على أعضاء الوفد الإماراتي وذلك نيابة عن السيد اللواء الدكتور سمير فرج رئيس المجلس الأعلى لمدينة الأقصر، الذي لم يتسن له الحضور لتواجده خارج المدينة.
وكان الوفد الإماراتي قد اصطحب معه مجموعة كبيرة من الكتب إضافة إلى جهاز كمبيوتر محمول قدمها هدية إلى نادي الأدب في الأقصر. وقد سلم الأديب ابراهيم مبارك رئيس الوفد الهدية إلى الشاعر محمد جاد المولى رئيس النادي، تعبيراً عن مشاعر الأخوة التي تربط بين الأدباء في كل من البلدين.
وخلال فترة إقامتهم قام أعضاء الوفد الإماراتي بزيارات لأهم المعالم الأثرية والسياحية في الأقصر كمعابد الكرنك وحتشبسوت والأقصر، ووادي الملوك، ومتحف الأقصر، ومتحف التحنيط، والبيت النوبي، وقصر ثقافة المهندس المعماري الشهير حسن فتحي، وحديقة سوزان مبارك الدولية. وقد لاحظ أعضاء الوفد حجم الاهتمام بهذه المعالم، وأعجبوا بالإمكانات الهائلة المسخرة للمحافظة عليها وتطويرها
0 التعليقات:
إرسال تعليق